أن تجيء متأخرًا خير من ألا تجيء أبدًا.
قادتني المصادفة البحتة والصفحات التي تجر بعضها إلى مقال تركي الدخيل المعنون بـ(عبده خال .. المدينة تدمر الخيال!) والذي نشر في جريدة عكاظ يوم الخميس الموافق 27 مارس 2014، ورغم مرور ثمانية أشهر على نشره إلا أن الموضوع شخصية المقال تجبرني على التوقف وترك انطباع وأتمنى أن يصل دون أن يُربط بـأي انتماءات غير عشق السرد واحتفاءً برواده. وبما أن باب التعليق على المقال مقفل، فقد آثرت نشر التعليق مستقلاً في رصيف.
عبده، كما هو قامة أدبية عملاقة احتفى بها العالم العربي، فهو كما وُصف في المقال إنسان خلوق ومتواضع يجبرك على احترامه. إنه من الكتاب القلة الذين تعجب بنتاجاتهم الأدبية وعندما تلتقيهم تؤخذ بشخصياتهم الساحرة والمؤثرة، هو أيضًا ذو حس مرهف ويتضح ذلك في كتاباته التي لا تخلو من معاناة، حب، صراع طبقي، فقر وحالات إنسانية لا يستطيع القبض عليها، تجريدها، وتصويرها بذلك الأسلوب السردي سوى شخص عاشها أو عايشها ولمسها في حيوات الناس البسطاء حوله، كما يستطيع المتابع له ملامسة ذلك في حديثه ومراعاته لنوعيات المتلقين على اختلاف أيدولوجياتهم.
شخصيًا، أكنّ لعبده خال الكثير من الاحترام، وهو أحد الشخصيات الأدبية التي يعود إليها الفضل في تعلقي بالسرد، كانت “مدن تأكل العشب” الرواية التي جرتني إلى نهم القراءة وعشق الكتابة. شكرًا تركي على حفاوتك بهذا الرجل، فمثله يستحق الإشادة. تمنياتي لك ولعبده الصحة وراحة البال.
أحدث التعليقات